مقامات الليلة الثانية بعد الألف ...م.مخفي
نزل ستار المساء، وحملت الشمس اشعتها بعيدا عن المكان،
فاسحة الافق الى سكون الغروب لتتوقف شقشقة العصافير بالتدريج حتى تزول و تدع المكان
للبوم ليخلو له زمان المكان.
السماء تنذر بقروب الخريف واحمرت اجزاء منه من ناحية الاصيل
حيث البنايات تفرق بين رؤيتنا و بين شمسه، يبدأ ابناء المدينة في الاجتماع، مجموعات
مجموعات، اصحاب و اصدقاء، زملاء و رفقاء، يتكلمون عن البارحة و يتنكرون للغد.
لتنقسم انسانيتهم إلى اقسام، ربما الى ثلاث، قسم من الدرجة
الاولى و قسم ينتمي للدرجة الثانية و القسم الثالث لا يسمح له بالوجود بينهم لأنه في
ذاكرتهم أنه لا موجود.
بدأت اعمدة الانارة تنبهنا الواحد تلو الاخر بأن الشمس
غادرت الى مكان غير هذا المكان الذي يجمعنا، و الليل يلقي بخيوط ظلامه بعد أن استأذن
الغروب حيث بدأ الاباء الذين يقيمون بنواحي الساحة يخرجون من بيوتهم برفقة صغارهم لكي
يأخذوا ما ضاع منهم من نصيب اللعب في النهار.
و يلتقي أعداء الامس بصيغة أصدقاء اليوم لمصلحة فرقتهم
ذات يوم لتجمعهم مرة أخرى.
لتأتي شهرزاد المدينة، تحمل جنونها، في كلمات ليست لها
حفظتها من ديوان الشيخ عبد الرحمن المجدوب و هي تردد نفس أبيات، رسالة منها لشهريار
الساحة. .
نوصيك يا واكل الخوخ من عشرة رد بالك
في النهار تظل منفوخ وبالليل تبات هالك
و نستفيق كلنا على يوما جديد يحمل لنا الجديد من الألآم
و الأحلام.......و ينصرف ديك المدينة لخلوته، لينتظر عودة فجر أخر.
التعليقات على الموضوع