كتاب


محمد مخفي : يومًا ما....



يومًا ما، سيصطف الجمع من الرفاق و الزملاء على قارعة الطريق لينتظروا قدوم ذلك البطل الرفيق الغير مرغوب به

في سرائرهم و غياهب أنانية عمياء التي صنعت منهم أبطال للبوكيمون، و ثوار البلاستيك ليقتنصوا فرصا من ألماس لا تقتنص إلا بعد قرن أخر، غير هذا الزمن. أبطال صنعهم اقتصاد الطاولات و صفقات علب سجائر المارلبورو.

لترتفع الأعين، أعلى أعناق كل الضيوف، لتبيع و تشتري في أسجاد البنات و في ضمائر من لا  عقيدة لهم لتوزع الخديعة بالمجان... هلموا هي تعالوا واقتربوا، وأعين أخرى تبيع و تشتري في أسجاد البشر و يوزع الغباء كل على حسب درجته.

في مثل هذه المدن التي تصنع فيها الزعامة مثل ما تصنع الدمى الشمعية هناك خلف ملح ماء البحر الذي يشربون منه مرغمين قصرا و نحن نتصنع الضحك و الابتسامة على أوجهنا.

يوما ما سأكون أنا بطل الزعيم وينتظرون قدومي ضعف هذا الجمع أضعاف و تتعالى الأصوات أعلى المكان ها هو آت الزعيم البطل و تتدفق الكلمات من ثغورهم لقد وصل لقد وصل و تسترسل أفكاري في بساتين الغد تتنبأ بمصيري المجهول ما هو شيء الذي أقدمه لهم و ما هي أول كلمة أبدأ بها و أقولها لهم هل أبتسم في وجوههم و أبادلهم نفس الابتسامة و أنا اعرف ما تخفيه عن ظاهرهم هل أنافقهم بضحكة صفراء و أمد لهم يد من الكارتون من الكارتون تصنعني أيادي
و بعيدا عن هنا عن أفكاري التائهة تتسابق النعال لأجل الظفر بصورة بجنب هذا البطل المثال أو ذاك سيدي…سيدي من فضلك صورة لحظة من فضلك صورة للذكرى الكل اليوم بدهم يأخذون صورة،
و أنا من الركن الأخر للقاعة الفسيحة التي ضاقت بالمتشبهين بجاك دريدا و مارلين مونرو أترجل فكرة أخذ صورة لا للذكرى بل لجرأة مني أو تيمنا و تبركا بالحدث و للتباهي أمام أصدقائي بالقرية الكبيرة.

هل تسمحين سيدتي، بأخذ صورة معك. و من هناك من يعرض الضحكات الصفراء لأجل الفوز بنصيب من الحدث، صورة ثم أرقام الهاتف تتبادل، بعدها موعد و اتفاق مبدئي لفكرة الظهور عبر صفحات الغد، فلان أخذ منصب مدير جريدة و فلانة تلقت برقية ترقية إلى صف نائبة المدير أما زميلتها نقلت إلى الطابق السفلي الثاني للأرشيف، ليتغير خط حياة المؤسسة إلى جمهوريات جديدة تحت وصاية واحدة.


كتبت بمقر جريدة الجمهورية يوم استضافة الاستاذ الوزير  عزالدين ميهوبي لمنتدى الجمهورية يوم كان مدير للمكتبة الوطنية للحامة 

ليست هناك تعليقات