كتاب


هلوسة رجل مثقف (3)....بقلم محمد مخفي


بعد خروجي من هلوستي الصباحية و العراك اليومي ما بين أفكاري و المدام و القطة اوزيل، و صاحب الفخامة فليكس " Félix " صاحب الكتف اليمين و الشمال،
الذي أصيب بإسهال حاد قوي خلال  هذا الشهر، و رغم استعانتي ببياطرة الحي و الطواف به عند بياطرة اخرون لهم شهرة بالمدينة، لم تنفع معه الادوية التي كتبها له أباطرة البيطرة، حتى تلك الأعشاب التي أوصت بها جارتي المدام، سألتُ المدام كيف عرفت جارتنا الغالية بأزمة القط، سر مرضه، لا يعرفه أحد خارج جماعتنا، لترد أنت تعرف، ان سعدية لا تغادر النافذة، إلا بعد غروب الشمس.
لينصحني أحدهم، خذ قطك و أعتني به، ربما هي أخر أيامه. و أعتني بحالك ، نحن ننتظر أخر مولود أدبي لك، أوصيك لا تنسى نسختي لا زلت أحتفظ بالنسخة من اصدارك الأول. لأنصرف لأشغالي، بعد إيصال صاحب الفخامة " Félix "، للبيت و العودة إلى هلوسة يومي، بعيد عن مرافعات آل بيتي.
من عادتي في مسافة الطريق التي تربط بين مكاني و المكان المتجه إليه، خصوص في رحلة المشي و أنا راكب نعلي، أفتش بأفكاري، عل و عسى أجد أمر ما فار من يوميتي، و لا أدع أية حركة لطير طائر أو شخص مار من امامي أو بجانبي إلا و أخذت له صورة، كاريكاتورية لأخزنها في ذهني.
والله انا غريب الاطوار، مرات أتصورني قفة تحملها عجوز، و في الحين، اراني بين اذرع الحسناوات و في ايادي الرجال وعندما تكركرني و  تجرني  العجائز و هم ذاهبات الى حمام بوحنيفية، و على أكتاف و ظهر الشباب حينها أحسني متاع سهل حمله أو يجر أو يدحرج على السلالم و أمشي خلفهم في كل رحلة فرحة أو متعة في الأعراس، ما أجمل أن تجدك رزمة معلقة في أخر العصا يحملها شيخ عجوز يقطع بك المسالك الجبلية الوعرة  تلك الرحلة.
فعلا كما قلت انا غريب لا أعرف ما الذي أريده ان أكون، يمكن أن غبائي هو شهرتي أو صمتي  و حركاتي تجعلني عندهم غبي و يسهل عليهم  عجني الى اي شكل يحبونه أن يكون،
يرن هاتفي على غير عادته، أنه “ Félix " أسرع....ما به  أسرع و لا تسأل الأن...




ليست هناك تعليقات