كتاب


كتّاب يتحوّلون إلى باعة بسبب ضغوط دور النّشر



أكّد عدد من المثقفين والكتاب الشباب بمعسكر، حجم المعاناة التي يلاقونها لقاء الخروج بمشاريعهم الأدبية إلى النور، واتفقت النخبة المثقفة على وضع دور النشر في قفص الاتهام،

خاصة وأن أغلبها يمارس ضغوطات تثني هؤلاء عن عزائمهم وطموحاتهم، وفضلا عن إشكالية غياب هيئات أو مؤسسات للنشر والطباعة على المستوى المحلي  ولجوئهم إلى التنقل مسافات نحو ولايات مجاورة لعرض مشاريع كتاباتهم، قل ما يحظى هؤلاء بموافقة صاحب مؤسسة النشر والطباعة بشروط مجحفة ترتكز غالبا على تحديد التكلفة المالية للطباعة، عادة ما تكون تعجيزية،

وتتبعها شروط متعلقة بتحديد عدد النسخ وطرق التوزيع التي لا تصبو إلى طموح الكاتب، حيث يزيد من حجم معاناة الكتاب، عدم خضوع علاقة العمل بين الكتب  وصاحب دار النشر إلى الاتفاقيات أو عقود مبرمة تحدد حقوق وواجبات الطرفين، وتلزم الثاني أن يكون شريكا في معادلة الإبداع الأدبي وليس بالضرورة أن يكون الوصي الشرعي على نجاح المشروع الأدبي من عدمه.

تجارب يعيشها الكتّاب دوريا مع دور النّشر

وفي الموضوع، سلّطت “الشعب” الضوء على أحد التجارب الكثيرة للنخبة المثقفة بمعسكر مع دور النشر من خارج الولاية، وبالرغم من أنها تتكرر بين جميع حاملي الأفكار ومشاريع التأليف الأدبي، غير أنها لا تختلف. ويقول صاحب كتاب المجموعة الشعرية “قديستي” الكاتب محمد مخفي التي لا تزال ألف نسخة منها مكدسة في خزانة الكاتب دون توزيع، أن الحديث عن الكتاب ودور النشر هو حديث ذو شجون يطول الكلام عليهما ولا يتوقف حتى قيام الساعة من خلال تجربته الأولى مع أول كتاب له، موضحا أنه عانى الأمرين، يتعلق أحدهما بالغياب التام لدور النشر محليا، فاضطر إلى طباعة كتابه الأول عن طريق وسيط من الجنوب الجزائري لدار نشر في العاصمة، أين اشترط عليه تحديد عدد النسخ مع عدم تسويقها، إضافة إلى تحمل مصاريف نقل الكتب من دار النشر إلى مقر سكناه بمعسكر، أين يقوم بدور البائع فيسوق لكتابه، واضعا نصب عينيه استرجاع المبلغ الذي كلفه طباعة الكتاب، دون أن يتمكن مع كل هذه الأعباء والهموم من التفكير في إنتاج كتابات جديد وتحقيق مشاريع أدبية أخرى.

وأوضح محمد مخفي صاحب عدة مؤلفات أدبية في الشعر والقصة الصغيرة، أنه إلى جانب الظروف المادية  والاجتماعية التي يشقى فيها الكاتب ويكابد من أجل الإبداع الأدبي، أن الناشر أصبح يولي الأهمية البالغة للكسب وبأي طريقة كانت، كما يولي نفس العناية  والأولوية للأسماء البارزة، وهي الفئة التي تنال جميع التسهيلات من الطباعة إلى النشر والتوزيع.

تمييز بين الكتاب ولا وجود للاتّفاقيات

مضيفا أن أغلب دور النشر ويتفق بحسب حديث محمد مخفي، جميع من كانت له رؤية في الموضوع من النخبة الأدبية والمثقفة بمعسكر، تتعامل مع الكاتب المبتدئ أو المبدع الشاب برؤيته كمورد مالي يملئ النقص المادي الذي باتت تعانيه دور النشر بسبب نفور وهجرة العديدة من الأقلام الأدبية المبدعة عنها، نحو دور نشر عربية من دول مجاورة أو حتى دور نشر أجنبية لأنها تضمن الطباعة ذات الجودة العالية من ناحية الإخراج وحتى الورق.

وعن وجود اتفاقيات تكون هي المرجع القانوني الذي يحمي الكاتب ويضمن حقوق دار النشر، فقال مخفي وغيره من النخبة الأدبية بمعسكر، أنه من الممكن تعميم فكرة عدم خضوع علاقة العمل بين الكاتب والناشر على جميع دور النشر بالجزائر، لأن أغلبها لا يؤسس علاقات العمل مع الكتاب على عقد مكتوب أو اتفاقية، مضيفا أيضا أن هناك من دور النشر ما يعد على رؤوس الأصابع التي تفتح المجال الواسع للكتاب دون استثناء المبتدئين منهم عن المعروفين على الساحة الوطنية، فتمد يد العون وتشجع على الإبداع الأدبي، كما تفتح للكتاب الجدد ورشات تحسيسية وتعليمية، وتقوم حتى بالنشر والإشهار للمشروع. 

ليست هناك تعليقات