كتاب


محمود بوزيد ضيف أماسي نادي الوان


قَبْل التَّحَدُّثُ عَنْ الثَّقَافَة في أية بقعة من الارض فَلِبْدٌ لَك أَنْ تَذْكُرَ أعلام المكان، وعندما تريد الحديث عن الثقافة بوهران لبد أن تضيف إلى كل حديث لك المكان و الزمان  أو كما يحلو للبعض تسميته الزمكنة 
لا تنسى اسماء  مثل بختي بن عودة مَحْمُودٌ بوزيد وروان علي الشريف و الأخرون منهم المرحوم عبد القادر ميلود (عمر غريب) هذا الأخير كان لي الشرف في كثير من الأحيان الالتقاء به والحديث معه في عدة أمكنة من هذا الوطن في الجزائر العاصمة وفي وهران.
من هذه الشخصيات التي عرفتها سواء عن طريق اصدقاء أو بمحض الصدفة أو جمعتنا ذات زمن الإيام من هذه الشخصيات الثقافية محمود، محمود بوزيد كان ولَازَال يُسَاهِمُ فِي الْحَيَاةِ الثَّقَافِيَّةُ رَغم كهولته.
أشتغل في مكتبة وهران " الكاتدرائية "، المكتبة و المكان الذي جعلته يحتك بالمكان والذي زاده إلماما بالثقافة قرب مكان العمل بقصر الثقافة ومديرية الثقافة و بائعي الكتب الذي ب لَه دِيوَان تَحْتَ الطَّبْعِ كَانَ مِنْ المرافقين لِلْكَاتِب بَخْتِيّ بْن عَوْدِه بوهران . كما كَانَ مِنْ أول مُؤَسَّسِي نَادِي أَفَاق
من هُوَ محمود بوزيد، هو من المثقفين الْأَكْثَر شيوع في أحاديث اقرب الأصدقاء له، ولا تعرف عنه شيء إلا لحظة القراءة له أو بَعْدَ سماع لمَقَاطِع من كتاباته أو الْبَعْضِ مِنْ شَذَرَات الْحَيَاةُ الَّتِي رافقها مَحْمُودٌ مِن حافَة التَّجَلِّي في حروف من حياته ومن حكايات التي رويت بألسنة من رفقوه المشوار.

و طَلَب الصَّمْتَ مِنْ مُعَلِّمِهِ ، وَهُو يُفَكِّرُ فِي صُمْت التَّائِه بَيْن حُرُوف القصيدة وكلماتها ، حَيْثُ لَمْ تَكْفِي أَفْكَارِه الَّتِي تَخَاف وطرقات الرَّمَق الْأَخِير الَّتِي أَبَت إلَّا أَنْ يَفْتَحَ إقْفَالُه الْعَشْر يَقِف ليتحرر مِن أَفْكَارِه الَّتِي أَخَذَتْهُ مِنْ عُتْبَةَ إلَى أُخْرَى ليصارع الغموض الَّذِي لَا اسمله وَكُلٌّ يُرِيدُ الْعَوْدَة يَجِد ذَاتِه تائهة مَا بَيْنَ حُرُوف.

مَحْمُود وَهُوَ عَلَى هَامِشِ الْكِتَابَة يَصْنَع عَالِمٌ لِحُرُوفِه فِي مَمْلَكَةِ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَسِير سَدُّه الْحُكْمُ فِيهَا إلَّا الَّذِينَ صانعوا مِنْ تِلْكَ الْهَوَامِش الَّتِي لَا تأبي المغادرة لِيَضُمَّه أَوَّلُهَا ويلقيه آخِرِهَا ليطرب ذَاك الْفَرَاغ .
لِيَقْرَأ لَنَا مَرَّةً أُخْرَى مِنْ عَوَّدَتْهُ مِنْ سَفَرٍ الرِّحْلَة الَّتِي تقطنه وَاَلَّتِي لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَادِرُهَا وَلَا تَسْمَحُ لَهُ المغادرة إلَى وَتَأْخُذُه إلَى النُّقْطَة الْأُولَى مِنْ إمْبِراطُورِيَّةٌ الصَّمْت الْمُتَكَلِّم بِلِسَانِه ليشتكي لَنَا ذَاك الْقَاهِر ذَلِكَ الَّذِي يَأْمُرُك بِالْحَبّ بِصَمْت و يَرْسِمَ عَلَى لَوْحَة الْهَامِش الْمَجْهُول لِيَتْرُك فِينَا فراشات ليرسمها عَلَى ذَاكِرَة جَسَد لَا يُعْرَفُ إلَّا الطَّيَرَان بأجنحة فِرَاشِه لِيَعُود لَنَا بذكريات الْعَجُوز الشَّابّ، ليَعُود ويقرأ في مَرَايَا البَوْح ليعبر إلَى مَرَّات الطُّفُولَة مَرَّات الْأَحْلَام

ليست هناك تعليقات