كتاب


وُلدتُ ميتاً....محمد عبدالرحيم مخفي


سألتني الْأَيَّام قَائِله كَمْ هُوَ عدد سني عُمْرك. أجبتها، قَائِلًا، لَم أُولَد بعد. تَوَقَّفَتْ عَنِ الْحَدِيثِ لِبَعْض الثَّوَانِي وَالْحَيْرَة تملآن وَجْهِهَا،

فَقَالَت أَلَيْسَ عُمْرك سبع وخَمْسُونَ سَنَةً، أ ليس المنسي الذي أحادثه اللحظة.

بَلْ هُوَ عَدَدٌ أعوام وَفَاتِي، لِأَنِّي وُلِدْت مَيِّت.

وُلِدْت مُقَيَّدٌ الْأَطْرَافِ لَا أَتَحَرَّك إلَّا حَرَكَات مَحْدُودَةٌ ومَوْزُونَة، ممكننة لِيَوْم هُم يُرِيدُون.

وُلِدْت قَاصِرًا لَا يَسْمَحُ لِي بالتفكير إلَّا فِي حُدُودِ رُسِمَت لي، غير مسموح لي تجاوز خَطَّهَا الَّذِي رسم بخَطّ أَحْمَر.

وُلِدْت فِي غَيْرِ زَمَنِي بَلْ فِي زَمَنِ لَمْ يُخْلَقْ لِي.

وُلِدْت حُرًّا مَحْرُومًا مِنْ حرياتي.

وُلِدْت جان بِتُهْمَة لَم أرتكبها بَعْد.

وُلِدْت لِأَجْلِ أَنْ أَمُوتَ وَ بَعْدَهَا أُولَد لأجرم لِكَي أَمُوت موتة أُخْرَى، أَلَيْسَتْ كُلّ هَاتِه الولادات شَهَادَة وَفَاة.




ليست هناك تعليقات