كتاب


المدينة الدوار ام مدنية الدوار



تصور انك ترى مسار حياتك يتعقبك و انت تمشي بالطرقات و في زقاق مشيتها في زمن سابق كانت أجمل ما هي عليه الأن، تصور سبل تقاسمك فيها القاذورات تقطع عنك الطريق اسأل حالي..... هل اخذنا حريتنا بأطهر الدماء و قدمنا  أعز ابنائنا لكي نمشي على قاذورات.

كان الجزائري  في زمن المعمر يعاقب على اتفه الاشياء كل ما تمد بصرك إلى الأمام ترى قارورات البلاستيك مملوءة بول تدخل حدائقنا تشم عوض رائحة الورود رائحة "الخراء  حشاكم"
تصور ساحة تحمل أسم أب الروحي للدولة الجزائرية رخامها الأبيض سكنه سواد القهوة و بقايا الخبز الذي يقدم للحمام عوض القمح و الارز في المدن الأخرى. و مقاعد في حدائق أخرى تستعمل درج لبيع " كرموس نصارى أو البارباري" حين تجلس لترتاح تجد فراش ناعم من شوكها المجهري يوخز مؤخرتك.
اذا كانت الحضارة هي هكذا و الحرية ان نفعل ما نشاء في ذاتنا و في غيرنا، اذا فلسنا في قيمة هذا الشأن من الحرية اكثر من خمسون  سنة نحكم في انفسنا و لا نقدر ان نتحكم فينا و تسير امورنا فالعيش لنا ضمن حظيرة او زريبة او حديقة الحيوانات.
نجلس نمشي نستنشق النجاسة نشتري او نقتني حاجياتنا من اسواق تشبه القمامة، مقاهينا مملوءة للأخر يملئها مثقفون، رياضيون و سياسيون من الطابور الاسفل، نائب رئيس البلدية تلتف حوله جماعة لكي ينقلب على المير من الحزب الذي يحتويه، أستاذ أو دكتور يرى في زملاء المهنة لا شيء ينعتهم في كل أحاديثه بالنكرة و يمتلكه الغرور و كأنه أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة.

ليست هناك تعليقات