كتاب


المدينة الفاضلة (1) بقلم محمد مخفي


سنة الثانية ما بعد بُعد الميلاد الساعة العاشرة صباحا و ثلاثون دقيقة المكان مدينة من عالمنا الفسيح الجميل من دون وجودنا هذا عالمنا الذي نعيش فيه و هذه مدينتنا الفاضلة

لنعود الى عصافيرنا، أه نسيت و أطول برج أكبر من برج دبي و موجود على ضفاف قنال القواير، لنعش بسلام في كنف أحلام كاليفورنيا، و انتظار ما تصدقه علينا بركة العم ماو من البحر   . .
جميل ان تستفيق على زقزقة حسون و عطر مسك الليل الذي يزين واجهات المنازل و هناك على الجانب الايسر من طريقك بساط اخضر تزينه. الورود و الازهار ، ازهار التي تزهر على طول السنة التي تحتوي ايام اعمارنا آه كم جميلة هذه الصبيحة اطفال الحي يتسابقون نحوك من يكون له الحظ ان تمسك يده للمصافحة عمي، عمي محمد ، اليوم سنغرس في حديقة الحي شجرة المحبة، نتمنى حضورك و كل كبار الحي سيشاركوننا فرحة "يوم المحبة"، و سيكون احتفال لشرفك بمناسبة يوم الجار المثالي.
اه جميل و اين ستقام هذه الفرحة،
بقاعة الضيوف لدار البلدية، و سيشرف على تنظيمها و تأطيرها السيد شحمون.....
لكن السيد شحمون، أعمال التشريفات و التزيين، ليست من مهامه، هذا غير معقول أن يشتغل عوض العمل المخصص لمثل هذه الأمور.
لا يهمك عمو هو يحب الشغل كثيرا و يحب الخير للآخرين، لا يدعهم يقومون بمهامهم خوف عليهم ان يتأذوا أو يحصل لهم مكروه الزيادة في الأجور، هو دوم متطوع، حتى في تركيب لمبات سكن سيد رئيس الحزب هو الذي يركبهم و مرات يتولى اخراج كلب الخليفة للفسحة، و هذا يؤسس جمعية الرفق بالكلاب الغير الضالة، أنه شخص طيب و يحب سماع صوت النحل ينتج العسل وهي في الحديقة و يعشق  ركوب الخيول من دون سرج يفعل كل شيء، ليمتطي موج أعناقها ...
آه حلو كثير و حتى في لباسه بسيط و مرات ينتعل نعلين مختلفين، ليقول انا أواكب العصر و ابن عصري لست متحجر ......
صح عمو صدقت حتى نورسه المسكينة، امينة مكتب رئيس البلدية، يغسل لها الصحون و يرتب لها البيت أنه انسان لطيف جدا و نظيف و يحب عمل الخير و مرات يشتغل مكان المربية.
و أنا أمشي و غبطة الفرحة تؤسرني، جميل جدا ان تواكب مدينتنا مدينة أرسطو لتأخذ منها اسم المدينة الفاضلة. فأحسست بيد خارج نطاق مجال الاناقة تلمسني من كتفي، لتقرصني من أذني و كأنها تنبهني لشيء أو لطارئ اليد ليست غريبة و ليس من عادتها تنبهني و تحذرني بهذه الحركة لحظتها استفقت من نوم عقيم عميق، و بسرعة من مكاني، في لحظة القيام ضرب راسي قاعدة المقعد الذي كنت أحتمي به من حرارة ذلك اليوم فوجدت حالي في قاعة الاستعجالات ، ليخيطوا لي فمي لأتوقف عن النباح الغير مباح.

ليست هناك تعليقات