كتاب


هلوسات رجل مثقف 2.....بقلم محمد مخفي


وتمضي الدقائق والساعات، لتتشابه ببعضها وتزداد تعقيدا عن أول مرة، لأعود إلى أوراق ملئت أوقاتي بلا فائدة، حتى مكتبتي أصبحت عبئا على أسرتي.

حيث أصبح وجودها بالبهو ثقل يخلق لي المشاكل مع أهلي، لمجرد رؤيتها يتضايقون، غير علب الكرتون الموجود بالمستودع "الكاراج" المملوءة بقصاصات كتبتها طيلة السنوات الماضية، ولم تحن الفرصة لإعادة ترتيبها ونقلها إلى الكمبيوتر، كلما أتفقدها أعد قراءتها أو إعادة صياغتها بطريقة أخرى غير الأولى أو بأسلوب آخر، مع الإضافة عليها بعض النقائص.

كلما أخذ ورقة وبعد إعادة قراءتها بنفس جديد، أجدني تحررت من أفكار قديمة أو أعدت لها الحياة، بعدما افتقدتها لفترة، كأنما انزاحت عني لعنه العزلة، لتعود إلي لذة الكتابة، وينتعش بداخلي الأمل، لأعيش عمرا جديدا.

ليعود القط لكن في هذه المرة قدم بفكرة غير التي تعودنا عليها أنا وهو واتفقنا عليها خلال فترة المعايشة التي كانت تجمعنا، غَيْر مكان جلوسه بعدما ترك مكان وحشة حرارة دفء مكانه الأول من الجلوس على حجري ليختار كتفي مكانا لراحته ولمراقبة ما يحصل حوله في المطبخ وهو يحدث نفسه.

"المكان بالأعلى أحسن من الجلوس في حجرة صح مكاني الأول مكانا دافئا وصالحا للنوم والمداعبة وأراقب فيه حركات يده، أما هذا المكان يُمكنني من مراقبة كل حركة وكل أمر يجري حولي، حتى حركة صاحبي التي كان يفاجئني بها كمْ من مرة المكان مناسب للهروب من أي طارئ، والزيادة على ذلك كتِف صاحبي هو كرسي الرئاسة من أمتلكه أمتلك الحكم كله".

ينادي أذان الفجر والسجائر تتعاقب سيجارة تلو الأخرى على شفتي وشواربي التي بدل لونها النيكوتين، وأسناني التي بدأت تتأكل مع السنين بقطرانها وأزداد المكان تلوث بالرائحة الكريهة لها، لأعود إلى ذاكرتي وأتذكر الذي مضى من انكسارات وتعقيدات وضياع للوقت، ها أنا كالعادة أحاول أن أرتب أفكاري من جديد لأغيرها بروح جديدة.

وتتوقف آلة التفكير من جديد، كأنما أصابها شيء من الصدأ ولم تعد تشتغل وبعد فترة من التيه، أعود ببعض ما تركه الأصدقاء من كلمات في وعني، وعن كل مبادرة أو خدمة قمت بها لمصلحتهم التي أضعت فيها الكثير من أوقاتي "أي أشغالي الخاصة".

لأقوم بدوري من على كرسي عرشي لأدع الحكم كله لصاحبي القط، الذي بغاني بانقلاب على الطريقة الغامدية دون أن يكلفه ذلك ضررا أو خسائر جسدية.


بقلم رجل مثقف بالتاريخ الموافق للسخافة الأدبية.

ليست هناك تعليقات